عصر المؤسسات الذكية والذكاء الإصطناعي

نشرت شركة (Accenture) العالمية التنبؤ السنوي لاتجاهات التكنولوجيا التي ستشكل مستقبل الشركات في السنوات الثلاث المقبلة؛ فوفقاً للرؤية التقنية للشركة لعام 2017، والتقرير السنوي الذي يتنبأ باتجاهات التكنولوجيا الأكثر أهمية على مدى السنوات الثلاث المقبلة، فإن الناس لديهم القدرة على رسم وتطبيق التكنولوجيا لإحداث تغيير إيجابي وتحسين حياة، والتغيير في قطاع الأعمال والمجتمع

تقرير الرؤية التقنية المقدّم من شركة (Accenture) لعام 2017 هو عبارة عن استمرار للبحوث التي تتبّع تطور التكنولوجيا ورؤية الشركة التي بدأت منذ عام 2013:

2013 – كل الأعمال هي عبارة عن أعمال تجارية رقمية

2014 – من المشوش رقمياً إلى التشويش الرقمي

2015 – عصر الأعمال الرقمي: وسّع حدودك

2016 – الأشخاص أولاً: الأولوية للأشخاص في العصر الرقمي

2017 – التقنية العامة: عصر المؤسسة الذكية

موضوع رؤية هذا العام هو “التكنولوجيا للعامة: عصر المؤسسة الذكية”، حيث تم بناء هذا الموضوع على موضوع العام الماضي “الأشخاص أولاً”، وسيكون التركيز للسنوات بين 2017 الى 2020 منصباً حول موضوع “كيف يمكن للتكنولوجيا أن تزيد وتعزز المهارات البشرية لدينا لنستمع عن كثب للعملاء والموظفين، والاتصال بهم وفق شروطهم ومشاركتهم لتحقيق الأهداف الشخصية”.

يشير التقرير إلى أن الثورة الرقمية هي عصر التمكين البشري وتصميم التكنولوجيا التي تتوافق مع الناس وتمكّننا بقوة من السيطرة على مصيرنا، فمجالات الممارسة التي بدت ذات يوم مستحيلة الرقمنة تتغير جذرياً، وذلك بسبب تأثيرات الذكاء الصناعي – تأثير الإنترنت في كافة المجالات وفي تحليلات البيانات الكبيرة-، فتطور الفيديو على سبيل المثال أعطى إمكانيات واسعة للأشخاص وغيّر كثيراً في منحى الأعمال التجارية؛ فعلى سبيل المثال برنامجي (Facebook) و(Periscope) أطلقا ثقافة البث الحي وسمحا لأي أحد أن يبث ما يريده، والاستماع للبث عندما يريدون – تبعاً لرغباتهم الخاصة.

كجزء من الرؤية التكنولوجية، قامت شركة (Accenture) بمسح أكثر من 5400 من الأعمال وإدارة تكنولوجيا المعلومات في جميع أنحاء العالم، ما يقارب تسعة من 10 مشاركين (أي بنسبة 86%) قالوا أنه على الرغم من أن التقنيات الفردية تحقق تقدماً سريعاً، إلا أن الأثر المضاعف لهذه التقنيات هو الذي يخلق تقدمات متجددة ومبتكرة.

يقول بول دوتري الرئيس التنفيذي لقسم التكنولوجيا و التطوير في شركة (Accenture): “وتيرة التغيير التكنولوجي تجري بشكل مثير، محدثة التقدم الأكبر  منذ بزوغ فجر عصر المعلومات”، “وبما أن التكنولوجيا تبدل الطريقة التي نعمل ونعيش بها، فإنها تثير التحديات المجتمعية الهامة وتخلق فرصاً جديدة. في نهاية المطاف، سيكون الناس متحكمين بخلق التغييرات التي من شأنها أن تؤثر على حياتنا، ونحن متفائلون بأن هؤلاء القياديين  المتجاوبيين والمسؤولين سيضمنون الأثر
الإيجابي للتكنولوجيا الجديدة “.

الطريق إلى القيادة يبدأ بتضخيم دور الأشخاص على نطاق عالمي وفردي.

يشير البحث إلى أن “زيادة استراتيجية الشخصنة، والتي أصبحت الآن ممكنة بفضل التكنولوجيا، تسوق الأهداف نحو مستويين اثنين: مستوى الصناعات بأكملها والمستوى الفردي، وأشار بحث أجرته شركة (Salesforce) أيضاً إلى أنه في عصر الاقتران بالعميل، أصبحت العملة التجارية الرقمية الجديدة هي الشخصنة، الاستجابة الفورية، والذكاء.

“كعمل تجاري،حتى لتصبح شريكاً حقيقياً للناس  يجب على العملاء والموظفين على حدٍ سواء  أن يبدأوا بالتكنولوجيا، ووضع السلطة في أيدي العملاء والموظفين هي أفضل طريقة للقيام بذلك “.

الخطوة الأولى للتمكين البشري هي توفير التكنولوجيا التي تناسب الناس

هناك ثلاث ركائز للتمكين البشري:

تكييف التكنولوجيا لملائمة العامة – تصميم التكنولوجيا التي تعمل من أجل الأشخاص، وليس بسببهم.
مواءمة الأهداف لتساير أهداف العامة – يجب على القائمين بالعمل التجاري اعتبار أهداف العامة ملكاً لهم؛ فحتى تصبح شريكاً حقيقياً، يجب على الشركات تغيير تفكيرها، واستبدال أهداف المبيعات المباشرة بالأهداف التي خططها العملاء والعاملين لأنفسهم.
النهج الأول للعمل التجاري والتكنولوجيا يجب أن يتجه للأشخاص – سواء أكان ذلك موجهاً للعملاء أو للموظفين- يجب أن تأتي أهدافهم في المقدمة، فقد آن للتكنولوجيا أن تساعد الناس وأن تصبح أكثر إنسانية. فالتكنولوجيا هي عامل تغيير، ويمكنها الآن أن تمنح الأشخاص سلطات واسعة بطريقة تعاونية وتفاعلية، وفقاً لشروط كل فرد بذاته.
تغيير الأهداف يعني تغيير الأدوار – وبما أن التكنولوجيا أصبحت زميلاً موثوقاً به، يتلاشى الخط الفاصل بين قطاع الأعمال والمساعي الشخصية، وتصبح الشركات شركاءً مع العملاء والموظفين ومع النظام البيئي المتزايد في قطاع الأعمال، العلاقة الجديدة هي ليست تجارية بل شخصية. – هذه هي الرؤية التقنية لــ (Accenture)
2017.

تعليقات