أحفاد أبي جهل وأبي لهب و مسيلمة الكذاب وتأبط شرا يتقلدون زمام العالم ويتربعون على عرش البشرية


لسنوات عديدة يعلم الله وحده كم لم يأل العديد منا من العرب المستغربين جهداً في عرض القضايا العربية والدفاع عن الحق العربي على أعلى المنابر الدولية ومحافل أخرى لا مكان فيها للعروبة أو الإسلام دون كلل أو ملل وذلك إيمانناً منا بعدالةقضيتنا و نزاهة مواقفنا و صدق إنتمائنا لشعب عظيم  المكارم أصيل الأخلاق نبيل الطباع  ذو تاريخ عريق وتراث خالد وإسهام بارز في صنع الحضارة البشرية.
ثم تأتي الأحداث الجلل العظام من الوطن الحبيب لتكذب مزاعمنا وتضعف مواقفنا و تؤكد الصورةالقبيحة المزرية التي يرسمها الأعداء لنا بحذق ومكر ويساعدهم في ذلك الغباء المطلق لأدعياء الوطنية والتدين فينا.
 وإذ نسارع في شجبنا وإستنكارنا مستميتين في تعليل المواقف وإيجاد الأعذار و الحجج لشعب قهره الإستعمار وغلبه الجهل وقصم ظهره الفقر وثكلته الهزيمة تتعالى أصوات الإنتقام والتشفي والثأر مؤكدة قبح الأصل.
وبينما لانكتفي بمشهد الجرائم البشعة والتي في معطم الأحيان يخطط لها بل وينفذها أعدائنا لوصمنا بها, تتعالى الأصوات المتبنية والمؤيدة لها من مشرق الوطن وغربه وكأن ذلك لا يكفي فتخرج المسيرات وتوزع الحلوي من إناس لم يسبق لهم الخروج للتظاهر إحتجاجاً على أراض نهبت أو أعراض هتكت أومقدسات  أستبيحت.
ومع جحافل المهاجرين اللاجئين الجدد الى أوروبا كان أكثر ما يثير الدهشة والإستغراب هو مواقف الكثيرين من هؤلاءالمؤيدة للعنف والإنتقام والمصفقة للثأر والمنادية بتطبيق "الأخلاق الحميدة "التي أتت بها من بلادها في بلاد أعطتهم حريات عظيمة ومزايا ما كانوا ليحلموا بها في أوطانهم الأبية وهم يعلنون على الملأ حلمهم بتطبيق الشريعة وإقامة الحد في بلاد لم تفرض عليهم الإلتزام بدينها وتبني أخلاقها ولا حتى إتباع تقاليدها من لبس وخلافه 
وفي الوقت الذي ترتكب فيه هذه الجرائم البشعة بإسم الدين تتعالى أصوات المتبجحين به والمبرقعات المنقبات اللاتي لا يمارسن حتى الصلاة بمباركة هذه الجرائم والتهديدوالوعيد بمزيد منها بل وبأبشع منها وأن الساعة قد أتت ليسود هذاالدين وأن راية  داعش ستحلق في مشارق الأرض ومغاربها.
وأعود لأمهات كتب التراث والدين والتاريخ بحثاُ عن أدلة وشواهد أدحض بها مزاعمهم وأدعم بها تصوري لعظمةهذه الأمة وسمو أخلاقها فيريعني ما أقرأ , ويهولني ما أجد.
 ولا يسيئنى ما أجد في كتب التراث بقدر ما تهولني مباركة الأئمةوالشيوخ الأدعياء لهذه الأمثلة التاريخية " المشكوك في أمرها" بل والدعوة بوجوب الإقتداء بها كنموذج لردع الأعداء وترويعهم ورفع راية الدين ولا تفوتكم قصة خالد بن الوليد مع مالك بن نويرة والتنكيل به والتمثيل بجثته بل ووقد النار برأسه للطهي بها "وأغلب ظني أن خالد برئ منها، ثم تصبح الصورة أكثر وضوحاً
فليست داعش وحفتر والحوطيين والبشمرقة وغيرهم إذاً إلا إفرازات للتخلف والدموية والعنف والوحشية لجاهلية متأصلة في دماء هده الشعوب الغبية التي تعيش عالة على البشرية جمعاء.
 هذه الأخلاق المنحطة وهذه الطبيعة الحيوانيةالشرسة ليست غريبة على هؤلاء البجم الذين يحفل تاريخهم بالدموية والعنف لألاف السنين،،،فمن الأسباب الدنيئة لحرب  داحس والغبراء التي  قتل فيها من نوابغ العرب أنذاك عروة بن الورد وعنترةبن شداد وحمل بن بدر وعمرو بن مالك ومالك بن زهيرالى الأسباب المنحطة الغبية السخيفة  لحرب البسوس التي إستمرت لأربعين عاماً أتت على الأخضر واليابس ولا يسعني إلأ الوقوف قليلاً على قرائتها:
فيحكى أن  كليب بن ربيعة التغلبي كان سيدا لقبائل معد وملكاعليهم "لأأحظوا أن إسم هذا العزيزالشامخ الجبار لم يكن حتى كلباً  وإنما كليباً" ...وأنه كان من العزة والمنعةبأنه يأبى أن  تورد إبل أحد مع إبله، ولا توقد نار مع نار وأنه كان يعد ويعتبر  بهذه السخافات و الخزعبلات مضرباً للمثل في عزة النفس والكرامة والشهامة فكان يقال  "أعز من كليب وائل" وكما هو معروف أن حرب البسوس كانت قد بدأت لأن هذا العزيز الأبي المغوار كان قد قتل ناقة  غريبة "غاشمة معتدية"  كانت مارة قتجرأت على ورود الماء مع إبله السامية  رفيعة الشرف مصونة العفاف فعقرها فرد أهلها الأكارم بالطبع طلباً لثأرهم فنشبت الحرب وتأججت نارها كما هو معروف.
وبالطبع فأدب العرب وشعرهم يؤرخ لكل هذه الحروب والملاحم البطولية  والتي كانت كلها لأسباب غرائزية حيوانية تليق بطبيعتهم البهائمية: "وحاشى البهائم أن تكون كهؤلاء", وبالطبع لم يكن الغرب موجوداً أنذاك ولا إسرائيل لألقاء اللوم عليهم.
ثم جاء الإسلام ليروض طباعهم الغليظة الفظةفتارة بالحسنى والثواب بجنات عرضها السموات والأرض وتارة بالحور العين والجواري الحسان اللاتي لم يطمثهن إنس ولا جان والولدان المخلدون وغير ذلك من الحوافز والمؤثرات التي تخاطب غرائزهم الحيوانية الوضيعة المنحطة, وتاره بالترهيب والوعيد بنار زمهرير وبئس المصير  وجنهم ليس لها قرار.
فأنصلحت أحوالهم وتهذبت أخلاقهم وشهدوا ما لم تشهده الحضارات السابقة لهم من رفعة و تقدم وسبق في العلوم والأداب والفنون وكانت لهم الريادة والسيادة لقرون.
ولم يطل الأمر بهم بعد موت نبيهم الكريم للشقاق والخلاف والتفرق فأنقسموا طوائف وشيع كل تغني لملتها أو عشيرتها أو أصلها الدنئ وما هي إلا سنوات قليلة بعد موت الرسول (ص) لتصل بهم دنائتهم و سفالتهم لقتل أحفاده أشنع  قتلة والتمثيل بهم ,فيقطع رأس الحسين ويحمل ليلقى تحت قدمي يزيد بن معاوية وتسبى نساء بيت النبوة وما بقى من أطفاله لتحملن ذليلات خانعات قرباناً ليزيد وإرضاءً لسلطانه.
واليوم ورغم ما هو معروف عن العرب بفخرهم بالإنتساب لأبائهم ونأيهم عن الإنتساب لأمهاتهم فأن أشرافهم وبلا إستثناء ومن المحيط الى الخليج يتبجحون بإنتمائهم الى الشجرة النبوية الشريفة والتي أجمع المؤرخون على أستئصالها عن بكرة أبيها إلا من رحم ربي . وإني لا أراهم إلا أحفاداً لأبي جهل وأبي لهب و مسيلمةالكذاب وتأبط شرا  وشمر بن ذي الجوشن والحجاج بن يوسف الثقفي وغيرهم من المجرمين السفاحين القتلة الذين تزخر بملاحمهم كتب التراث.
 ثم نسى العرب ربهم فنسيهم وسلط عليهم من هم أشد منهم من مغول وصليبين وترك وغيرهم , وعادوا هم لجاهليتهم الأولى وإن كانوا متلتفعين بعبائة الإسلام المهلهلة.
 ولولا حكم الأتراك المستبد في الخمسمئةسنة الأخيرة والقيادات الحديدية  الغليظة الظالمةلأمثال صدام وقذافي و ومبارك وغيرهم من ملوك الرعاع لكان العرب قد أتحفوا البشرية بإنجازاتهم البهائمية منذ سنوات عديدة..
ولعل ثوراتهم العبثية اليوم وحروبهم الأهلية"التي تليق بهم بإمتياز" هي فقط تعبيراً للأرادة الألهية بتخليص البشريةمن هؤلاء المجرمين الذين يعيشون عالة على البشرية دون أدنى مشاركة منهم في الإنتاج الإقتصادي العالمي أو الأبداع الفكري العلمي الفني الأدبي أو الحضاري.
ولعل الله بهذه الحروب والثورات قد جعل دمائهم في أيديهم و وسيوفهم في نحور بعضهم البعض ليخلض البشرية من هذه الأفات الضارة  وإني لأشفق على كثير من الدول المتحضرةالتي ستضطرها إنسانيتها لقبول جحافل من هؤلاء الرعاع طالبي اللجوء والحماية إذ يرى هولاء في انفسهم "وذواتهم الرفيعة" أهلية بل و أحقية المواطنة في دول مثل النرويج والسويد والدانمرك وغيرها وبالطبع لن يكونوا إلا بؤر فساد وتخلف
وجريمة وحقد وتعصب وإرهاب كما هو حادث اليوم وشر البلية ما يتبجح به الكثير من أئئمة هذه الأمة وشيوخها ويرددوه بكثرة مؤخراً بأن الساعة قد حانت لهذه الأمة لكي تقود البشرية جمعاء وترشدها الى طريق الصواب.
وإذا كان اليهود قد زعموا أن الله قد إقتطعهم من أرضه ما بين البيل والفرات فإذا بأئمة هؤلاء يزعمون أن الله أورثهم الأرض وما عليها...
 وحقاً أليست  هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس ....!!
 وأن لم تكن قد إستحققت ذلك  بدينها الحنيف وأخلاقها الرفيعة  ومبادئها السامية  وحضارتها الراقية فإنها اليوم تستحقه بإبداعها وتفوق أبنائها في العلوم كافة وأسبقيتها لباقي الأمم في الفنون والأداب والتكنولوجيا...ولا تغيب عن بالك جيوشها الجرارة التي تملأ عباب الأرض مجهزة بأحدث ما وصلت اليه التكنولوجيا العربية من أسلحة وعتاد.
خسئتم
قبل أن تتنطعوا في غيكم تعلموا دينكم, وعودوا لربكم لعله يكرمكم, وإعملوا لدنياكم لعلها تنصفكم.
 فعلى حالكم هذه لستم إلا  شر أمة أخرجت للناس وأردأ قوم ,  فبئس  الأخلاق أخلاقكم وسوء الأحوال أحوالكم وأنكدالطباع طباعكم , لعل الله مخلص البشرية من شروركم عما قريب.
وليست إسرائيل والغرب إلا شماعة تعلق عليهاهذه الشعوب الفاشلة المجرمة أثواب فشلها وخيبتها.

تعليقات

إرسال تعليق