النور الجيلاني .. نحن في غيابك اتقطعنا حتة حتة!

قابلتو مع البياح هرب مني
لاقيتو قاليا لالا  لا لاهداك ابويا مراقبني
فات اتلفت حيرني وغيرني خلاني زي تايه اتلفت خلاني
فات روح
بي وين السكه يا انت؟
يا الرحت طولت
لو شفت انا بعدك جوه جوه .. اتقطعت حتة حتة
السكة يا انت
صرف النظر عني .. شالو حبو ودعني
يا ملاح الفجر لاح  .. حبيبي راااااااااح 
عدي بينا وعدي بينا ي مراكب
هيلا هيلا ...هيلا هيلا .. وهيلا هووووووب
عدي بينا عدي بينا ي ريس
يا ريس المركب ما توقف المركب .. ما توقف المركب خلي الشباب اركب
اصلو المكان ارحب ي ريس

 
غادر قبل ايام الفنان الجماهيري النور الجيلاني الي امارة دبي لتلقي العلاج بدولة الامارات العربية المتحدة بعد مبادرة طيبة قادها الاستاذ احمد البلال الطيب رئيس مجلس ادارة صحيفتي الدار واخبار اليوم  من خلال عموده المقروء (نقطة نظام) مناشدا الفريق اول ركن بكري حسن صالح النائب الاول لرئيس الجمهورية للتكفل بنفقات علاج النور الجيلاني الذي ظل يعاني منذ فترة طويلة من مشاكل في الحبال الصوتية التي ابعدته عن الغناء والتواصل مع معجبيه ومحبيه وقاعدته الجماهيرية العظيمة.. وتمخض عن ذلك استجابة النائب الاول للنداء.. وزار الفنان النور الجيلاني في منزله بمنطقة ابو حليمة شمال الخرطوم وتم تكريمه والتكفل بنفقات علاجه بحضورالاستاذ احمد البلال الطيب الذي تحدث خلال الزيارة  قائلا: ان المشهد يجسد المسئولية واحساس المسئولين بآلام وامال رعاياهم ويجسد ايضا بساطة وحميمية اهل السودان.
وقال ان الزيارة كان يفترض ان تتم قبل فترة لكن كل المقادير بيد الله سبحانه وتعالى ونحن تطوعنا بصحيفتي اخبار اليوم والدار من اجل ان يتم علاج الفنان الكبير النور الجيلاني .. وكان ان وجهت رسالة للسيد النائب الاول وكنت واثقا بانها ستصله وسيستجيب لها لانه رجل سوداني اصيل وبسيط.. وهاهو الان جاء في هذه الزيارة من باب الوفاء للفنان النور الجيلاني الذي مهما تحدثنا عنه نجد انفسنا مقصرين في حقه.. فهو مبدع بكل ما تحمل هذه الكلمة من معني. ويعتبر النور الجيلاني من الفنانين الذين صنعوا مجدهم وحفروا على الصخر حتى تكون بصمتهم واحدة وغير قابلة للتكرار، وله لون مميز تماما ويختلف عن التجارب السابقة كلها، كما له طريقة غناء متفردة بحيث تجمع بين الغناء الشعبي والحديث في وقت واحد وتجمع تجربته الغنائية بين البساطة والقوة والتماسك والبعد عن الغناء الهابط.
يذوب النور الجيلاني في أغنياته ويلبسها ثوبا من وجدانه الشفيف، مستخدما طريقة فريدة في مزج الموسيقى بالكلمات الدرجة التي يصعب الفصل في ها بينهما.
وإذا نظرنا للموضوعات التي غنى لها هذا الفنان نجدها شاملة لتفاصيل الحياة، فقد غنى للحب وللطبيعة الساحرة، كما غنى للقيم الأصيلة وللرثــــاء وغنى للوطن بطريقته الخاصة حيث كان يؤمن بالوحدة بين الشمال والجنوب.
ويذكر الجميع أغنيتيه «يا مسافر جوبا» و»فيفيان»، التي تتغنى بالجنوب، واذا كانت أغنية «يا مسافر جوبا» تحكي شجون الشماليين وهم في طريقهم الى عاصمة الجنوب الساحرة فإن أغنية «فيفيان» تعبر عن فتاة جنوبية في عاصمة الشمال.
ومن أغانيه الرمزية التي تدعو للحرية «العصفور» و»خواطر فيل».
وتناول أغاني التراث والحقيبة بشكل متفرد مثل أدائه لأغنيات «سمسم القضارف» و»في الضواحي» و »جسمي المنحول» وغيرها.
استخدم النور الجيلاني آلة المندلين وأحسن توظيفها ضمن فرقته الموسيقية المميزة، فأعطت تجربته نكهة مميزة وبعدا شعبيا، وطاقم الكورس الذي يلازمه ولم يكن عنده مجرد تحلية وتذويق، بل كان جزءا أصيلا من لونيته الغنائية وله طريقة أداء لا يشبه فيها أحدا.
***
ربنا يمتعوا بالصحة والعافية

تعليقات