لكل مرحلة في العمر .. حبيبة!

لم أكن أتصور اني ساحبها يوم تعرفت عليها في الكافتيريا التي كنت ارتادها للإفطار ايام دراستي بالمرحلة الثانوية .. لقد وقفت فوق راسي وسألتني: هل انهيت طعامك يا هذا؟ .. فرفعت عيني لأجدها فتاة متفردة بملامحها حيث لا توجد مثيلات لها بدنيتنا هذه! رائحتها تختلف عن الأريج الذي ألفته من فتيات بلادي وعن روائح العطور والبخور وخلاصات الورود .. كل ما فعلته هو أنني هززت رأسي (كالأبله) لأقول: نعم!
لم أحبها على الفور ولم تدخل قلبي من النظرة الأولى ، لكن رائحتها ظلت تصاحبني طوال ذلك اليوم. ففي الأيام التالية فعلت الأمر نفسه الذي يقوم به كل عاشق مثلي ظللت أبحث عنها وأطاردها في كل مكان حتى تقربت منها، فكانت لنا لقاءات عديدة كنا دوما نحرص على أن تكون في نفس المكان الذي جمعنا عندها نتحدث عن أمور عديدة، وكل منا يحاول التعرف على حياة الاخر حتى تطابقت في كثير من الجوانب .. بدأت ألاطفها تبادلني الشعور نفسه حتى أتتني اللحظة الملائمة لأقول لها كل ما بقلبي.. فصارت حبيبة أيام دراستي، وصرت حبيبها أيضاً. خلال كل تلك السنوات لم تتوقف عن احتوائي واشباع توقي الى الحنان والحب والمساندة والفرح.. ضحكت معي في الرحلات والحفلات الكثيرة، مثلما ذرفت كثير من الدموع لحظات أحزاني.
مرت الأيام فتكرر السيناريو نفسه الذي يحدث لكل قصص علاقات آلاف الطلبة في بلادي، ولأنها قصة عادية جدا كما يظن أصدقائي، فان حكايتي معها اقتربت من نهايتها مع اقتراب موعد انهائي للدراسة في هذه المرحلة وعودتي الى موطني الذي فيه أسرة تنتظر رجوعي، فكان علي أن أجهز نفسي لفترة جديدة بحياتي بها تتكون شخصيتي أكثر. لم يكن بمقدوري مجاراة الأمور والتمسك بحبيبة أيام دراستي! .. فكان علي أن أستأصلها من كياني وأن أعود وحيدا طالبا نجيبا ينجز دوما الأشياء التي أتى من أجلها .. فدوما كنت في الأيام الأولى أردد: "تلك أعتبرها قصة ستدخل في خانة النسيان ولا تصلح للمرحلة الجديدة من حياتي". يمكنكم تسميتي ما شئتم، ولكن عليكم أولاً ألا تهربوا من واقعكم.. سوف أردد دوما: "لكل مرحلة في العمر حبيبة .. لكل مرحلة في العمر حبيبة."
أخيراً إن وجدت ليلى اليوم ثق تماماً أنها تعلم أن قيس حتماً لن يكون لها الى الأبد.

تعليقات