أمتي يا أمة تفسير الأحلام!


ثمة ملاحظة جديرة بالانتباه عند متابعة نشرات الاخبار العربية والعالمية، تتعلق بنوعيتها، فبينما تتباين النشرات العربية في متابعاتها للعمليات الانتحارية هنا وهناك، ومظاهر الفتن المذهبية، واخبار القتل والخطف، فان النشرات الاخبارية الغربية عادة اقل كارثية ، باستثناء متابعاتها لأخبار المجاعات الافريقية، واعمال العنف في الشرق الاوسط وما شابهها.
في المنطقة العربية دائما ما يكون هناك اهتمام بقضية النقاب والحجاب، او العداء المتبادل بين جمهور فريقي كرة قدم، والاختلاط بين الجنسين والملابس التي يرتديها طلاب الجامعات (الكط)، وقضايا الفساد، وطلاق فنانة، او زواج مطرب شهير، او قيادة النساء للسيارات مثلاً.
اما الغرب فانه لا خلو بالتأكيد من بعض المثالب، لكن في الغالب ثقافته لا تتيح للجمهور التكالب على مثل هذه النمائم قدر ما تتيح له متابعة العديد من القضايا، وبينها قضايا العلم. ومثلما تبدو النشرات الغربية هادئة، بقدر ما تعكس طبيعة شعوب يغلب عليها الطابع العقلاني، والهدوء، وليس الاندفاع العاطفي.
هذا هو الفارق بين عالمين، أحدهما مشغول بالماضي، وبأسئلة لا تمس سوى سطح الأشياء، با تعميق، بل وبجهد جهيد لكبح كل ما هو عميق او عقلاني بالمحظور والممنوع. بينما الآخر لا يطرح سوى ما له علاقة بالجوهر، جوهر هذا الوجود الذي يوفر العلم منطقاً علمياً لفهمه، لمن أراد أن يُعمِل عقله لا أن يعطله.

 

تعليقات