خدعت نفسي!

كل  شيء  كان  واضحا منذ  البداية  بيننا،  لقد استلطفتني  فبدأت  ألاحقها  لأتقرب منها ..  فهي  ليست  أول طالبة تذيبها  رجولتي  حيث  عضلاتي  المفتولة ،  تخطفها  نظرتي  وتقتلها  ابتسامتي ،  إن  لديهن  جميعا  ذلك  الضعف الخاص أمامي.. أما أنا فوجدت فيها جمالا ونكهة لم أتذوقها من قبل جعلتني أتفتت من فرط شوقي إليها، وكأنها صخرة ثقيلة تجثم على قلبي وتشل تفكيري ، حركتي وكل حياتي!.
أول ما جذبني نحوها تهذيبها، لأنها لا تنطق بإسمي إلا مسبوقا بلفظ "تعظيمي" فكان ذلك يضحكني ويجعلني كبطل فيلم قديم من أيام الثمانينات.. لم يكن تهذيبها في الكلام فحسب، بل في النظرة والضحكة واللمسة وفي مواقف كثيرة تجبرنا على طرح التهذيب جانبا.. طوال سنوات علاقتنا لم أسمع منها كلمة نابية ولا صدرت عنها حركة نفور أوعنف أو استخفاف.  كيف كان لي ألا أتورط في حب تلك الفتاة! الآتية من مدينة لم أسمع بها من قبل؟! لم تكن سيدة أعمالا ثرية ولا فتاة من طبقة أرستقراطية، بل كانت أميرة بأخلاقها ، لطفها ، هدوئها وطول بالها... لقد أحببتها لدرجة خفت  فيها عليها من حبي، خفت أن تتعلق بي وتفسد كل ما كانت تخططه لمستقبلها.. خشيت عليها من أن تهجر الدراسة تقرر البقاء هنا معي، بعد أن اطمأنت إلى صدقي وحناني.
لكنها كانت قوية بما فيها الكفاية لتلتزم بالوعد الذي قطعته لوالدتها، إنها تنتظرها هناك، وانا رغم حزني، لن أكون سببا في تمزيق قلبها.. كنا ننتظر النهاية مثل: مريض أخبره الأطباء بأن أشهره في الحياة باتت معدودة. وكنت أعرف أنها حزينة لأجلي، بل توهمت في لحظات محددة أنها تحبني إلى الحد الذي لن تستطيع معه العيش بدوني، لكنني كنت واهم! لأنها لم تخدعني يوما ولم تعدني بأي شيء.. هل خدعت نفسي حين حلمت بأننا سنشيخ معا؟ وسيكون لنا أطفال وأحفاد؟. لقد أمضيت معها أجمل سنوات عمري.. وهذا وحده يوازي ما أشعر به الآن من عذاب نفسي وجسدي.. هل قلت لكم أنها قبلت يدي وغمرتها الدموع لحظة وداعي؟! .. من سيناديني يا "عزيز" بعد الآن؟؟؟

تعليقات